أين ترقد الملكة نفرتيتي ؟ .. فرضيات «المقبرة 62» والحمض النووي

رأس الملكة نفرتيتي في متحف برلين
رأس الملكة نفرتيتي في متحف برلين

سبق المصريون القدماء العالم أجمع في تطبيق القول المأثور «وراء كل رجل عظيم امرأة»، إذ كانت الملكة نفرتيتي زوجة الملك أخناتون أحد أشهر ملوك الفراعنة، وشاركت بدور قوي ومؤثر في عصره لذلك هي أيضا لها شهرة واسعة في الحكايات الفرعونية، وآخرها أين ترقد المومياء الخاصة بها ؟

نفرتيتي التي يحمل اسمها معنى «الجميلة جاءت» واستحقت بسبب لقب جميلة الجميلات، موضع بحث ودراسة اليوم، إذ لم يتم الكشف عن مقبرتها والمومياء الخاصة بها.

في السطور التالية نسلط الضوء على رحلة البحث عن أين ترقد الملكة نفرتيتي ؟
 

نرفتيتي مع توت عنخ آمون

 الملكة نفرتيتي هي والدة زوجة الملك الذهبي توت عنخ آمون، لذلك يوجد نظرية تقول أنه ربما تكون قد دفنت في غرفة سرية في مقبرة الملك توت، ولكن د. زاهي حواس عالم المصريات الشهير نقى مثل هذه المزاعم، قائلا: «لا يوجد دليل علمي يثبت النظرية القائلة بأن الملكة نفرتيتي دفنت داخل مقبرة توت عنخ آمون».

 

اقرأ أيضا| مقتنيات الملك توت المنسية| ترميم درع حربي فريد من نوعه (ملف تفاعلي)  


ويجرى «حواس» والبعثة الأثرية الخاصة به مشروع أثري للبحث عن رفات الملكة نفرتيتي منذ عام 2017.

وفي عام 2022 صرح د. زاهي حواس بأنه  يقترب من العثور على مقبرة ومومياء الملكة نفرتيتي، حيث قاد البحث حواس إلى وادي الملوك الشهير بالقرب من مدينة الأقصر، فقال: «لدينا الآن حمض نووي من مومياوات الأسرة الثامنة عشرة، من إخناتون إلى أمنحتب الثاني أو الثالث، وهناك مومياءين لم يقع التعرف عليهما وأطلق عليهما اسما «KV21a وb».
 
كان من المخطط -بحسب فريق حواس- الوصول لمومياء زوجة توت عنخ آمون، ووالدتها نفرتيتي، أكتوبر الماضي لكن هذا لم يحدث بعد.

ولفت إلى أن هناك مقبرة بها المومياء KV35، وهي مومياء صبي يبلغ من العمر 10 سنوات.

وأضاف: "إذا كان هذا الطفل شقيق توت عنخ آمون وابن إخناتون فإن المشكلة التي طرحتها نفرتيتي ستحل".
 
وتابع حواس: "أنا متأكد من أنني سأكشف أن إحدى هذه المومياوات التي لم يقع كشف هويتها بعد يمكن أن تكون نفرتيتي".
 

شاهد أيضا| 

مقتنيات الملك توت المنسية

مقبرة رقم 63 في وادي الملوك

من جانبه قال حسين عبد البصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن نظريتين حديثتين طرحتا افتراضات جديدة حول مومياء نفرتيتي، النظرية الأولى هي العثور على مومياء الملكة في المقبرة رقم 63 بوادي الملوك، والثانية هي ما أعلنته الإنجليزية جوان فليتشر من أن مومياء السيدة الشابة في المقبرة 35 بوادي الملوك هي مومياء نفرتيتي.

وأعلن الأمريكي أوتو شادن وفريقه من جامعة ممفيس أنهم اكتشفوا مقبرة 63 في وادي الملوك وعثروا فيها على سبعة توابيت، منها تابوت لطفل صغير، وآخر لطفل رضيع، واعتقد البعض أن هذه التوابيت لبنات نفرتيتي وإخناتون الست.

وكان المجلس الأعلى للآثار قد أعطى إذنًا لجامعة يورك للقيام بالأشعة السينية على مومياوات النساء في الغرفة الجانبية بجوار غرفة دفن المومياء في المقبرة رقم 35 بوادي الملوك، وكانت مومياء السيدة الشابة في حالة سيئة، وكانت ذراعها اليمنى ممزقة بالكامل، وتوفيت صاحبة هذه المومياء في عمر ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين عامًا، وثبت أنه ليس هناك سبب مقنع بأن مومياء السيدة الشابة لنفرتيتي، ثم اتضح بعد ذلك كذب هذا الادعاء، وتم رفض النظرية الثانية وهي أن مومياء الشابة لنفرتيتي.
 
ويقول الدكتور حسين عبد البصير: «ثبت أن مومياء السيدة الشابة، هي لابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تي، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكون هذه المومياء لنفرتيتي، لأن نفرتيتي ليست ابنة أمنحتب الثالث وتي».

وقام الأمريكى دونالد ريان بتحليل المومياءين النسائيتين اللتين كانتا في الغرفة الجانبية، وأثبت العلماء أيضًا أن مومياء نفرتيتي ليست ضمنهما، كما قام الفريق المصرى بدراسة المومياوات الملكية برئاسة الدكتور زاهي حواس بالبحث عن مومياء الملكة نفرتيتي، ودراسة المومياءين الموجودتين داخل المقبرة رقم 21 بوادي الملوك، وهي المومياوات التى قام بدراستها وترميمها دونالد ريان، إحداها بدون رأس وأخرى بالرأس؟

وقام فريق الدكتور حواس عن طريق دراسة الحمض النووى بعمل مقارنات مع الأجنة التي عُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون، واتضح للفريق المصري وجود صلة بينها مما يشير إلى أن المومياء بدون الرأس تخص الملكة عنخ إس إن آمون زوجة توت عنخ آمون. 

 

اقرأ أيضا| مقتنيات الملك توت المنسية| سر الصندوق 35

 

تمثال نصف رأس للملكة نفرتيتي

تعرض تمثال نصف رأس الملكة نفرتيتي في متحف برلين في ألمانيا وهي تعتبر إيقونة المتحف  لذلك  يوجد  صراع مزمن بين مصر وألمانيا لاسترجاع تمثال نصف رأس الملكة نفرتيتي إلى مصر .

في عام 1912 قام عالم الآثار الألماني لودفيج بورشارت باكتشاف تمثال نصفي لنفرتيتي في محافظة المنيا وقام بأخذه إلى ألمانيا، قائلًا إن قواعد تقسيم المكتشفات الأثرية والمعمارية توصي بأن جهة الاكتشاف لها الحق في أخد نصف الشيء التي تم اكتشافه.

وفي عام 1933 طالبت مصر برد تمثال نفرتيتي لأنها ترى أن التمثال خرج من مصر بطريقة غير شرعية، ولكن في ذلك الوقت رفض الزعيم الألماني أدولف هتلر تسليم أو إعادة التمثال وقام بعرضه في متحف العاصمة جرمانيا.

وفي عام 1946 أرسل الملك فاروق الأول إنذارا للسلطات الألمانية يدعو بعودة التمثال ولكن أيضا تلك المحاولة انتهت بالفشل.

وفي عام 2011 بعث الخبير الأثري المصري وكان أمين عام المجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت د. زاهي حواس برسالة رسمية إلى الحكومة الألمانية والسفير الألماني في مصر يطلب إعادة رأس نفرتيتي إلى مصر.

وفي هذا السياق أكد وزير السياحة والآثار د. خالد العناني أنه طلب من السلطات الألمانية إعادة تمثال نفرتيتي لكنهم أصروا على الاحتفاظ به لأنه قطعة فريدة وتجذب الملايين من السياح إليهم.

وأشار العناني إلى أن ألمانيا سلمت خمس قطع أثرية إلى مصر، مضيفا أنه مازال هناك مفاوضات حول تمثال رأس نفرتيتي التي خرجت من مصر بطريقة مثيرة للجدل وغير شرعية منذ 109 أعوام.

وقامت مسئولة الإعلام في مؤسسة التراث الثقافي في برلين بريجيت جوبتسل بالرد على أن التمثال مملوك لمتحف نيوس في برلين وأنه لا يوجد أي مفاوضات مع مصر حالا لإعادة التمثال.

وأكدت جوبتسل أن مصر لم تقدم أي طلب رسمي لإعادة تمثال رأس نفرتيتي، مضيفا أن ألمانيا على استعداد للمفاوضات.

وفي هذا الصدد أكد سفير ألمانيا بالقاهرة جوليوس جورج أنه في عام 2017 قام وزير السياحة الأسبق يحيى راشد بطلب إعادة تمثال رأس نفرتيتي ولكن لم يستطع الوزير إقناعي بوجة نظره في إعادة التمثال، مؤكدًا أن التمثال يحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا.